الفصل 5 : مغـــارة المجهـــول
لم تكد تمر ساعات قلائل على مسير الرفاق الأربعة حتى تبدت
أمامهم مغارة ضخمة يتناقض شكلها المتناسق مع الطبيعة
الموحشة للمكان ، حيث قال يوسف : - سوف تنتظرونني هن
ا ريثما أذهب لاستطلاع الوضع داخل المغارة و تأمينها قبل أن
نلجها جميعا. وافقه الجميع الرأي ، و بذلك توجه نحو المغارة
بكل حزم و عزم و قلوب العلماء الثلاثة ترقبه بوجل و حذر لما
سوف تكشف عنه تلك المغارة المنحوتة بدقة لا يمكن للطبيعة أن
ترقى اليها لا من بعيد و لامن قريب. و بعد ان غاب يوسف داخل
المغارة مدة طويلة بدء القلق يتسرب الى قلوب رفاقه ، حيث
أخذت تساورهم الشكوك حول مصيره و ما اذا كان قد لحقه
مكروه بالداخل ، فقرروا العودة الى المركبة الفضائية من أجل
التشاور مع القائد سمير حول ما يجب القيام به في مواجهة
الموقف. لكن عودتهم لم تكن بالسهولة بما كان ، حيث مرت
ساعات و ساعات دون أن يتمكنوا من بلوغ المركبة الفضائية
حيث قال منير : - لقد بدء التعب يراود كل خلية من جسدي
كما أن الجوع و العطش يضاعفان تأثيره علي . في حين قال
طارق: - يبدو أنه لا نهاية لهذا الكابوس المزعج ، فمنذ ساعات
و نحن نتجول فوق هذا الجرم الميت دون أن نتقدم قيد أنملة
يبدو أننا لا نراوح مكاننا مطلقا بل ندور في متاهة مغلقة
في حين قالت نوال: أملنا الوحيد هو أن يعثر علينا القائد سمير
فغيابنا لا بد أن يثير لديه الكثير من الشكوك ، خصوصا و
نحن لا نتوفر على وسيلة اتصال مباشرة به ، فالقائد
يوسف هو همزة الوصل بيننا